الحديث يطول ويطول .. حول 'الختيار' أحد السدنة الأوائل لإعادة تشييد المعبد الوطني الثوري المعاصر, مشاركاً في حرب فلسطين (1947- 1948), رئيساً لرابطة فلسطين ( القاهرة) بامتياز, ضابطاً في الجبش المصري لصد العدوان الثلاثي ( حرب السويس -1956), ومؤسساُ مع إخوانه لحركة فتح (1958), وقائداً فدائياً ميدانياً في تفجير إنطلاقة الثورة (1/1/1965), وممثلاً للجنة 'حركة فتح' المركزية ( وقائداً للأرض المحتلة منذ ليلة 1/8/1967) حتى وصوله الأردن في الشهر العاشر لنفس العام), ونودي به ناطقاً بلسان حركة فتح (1968), ومن ثم أنتخب رئيساً للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية (41969/2/), وهكذا أصبح قائد الثورة الفلسطينية حتى انتقاله لملكوت السموات العلى (2004).
الحلقة الاولى
ياسر عرفات .. سيرة شعب فى رجل.
1- فلسفة القائد.
حقاً تعتري المرء حيرة عندما يفكر في مسيرة ياسر عرفات الإنسانية والنضالية والتنظيمية والسياسية, والأهم عندما يفكر في مسيرته القيادية, فكيف بالمرء إذا أراد أن يكتب في أي منحى من نواحي تلك المسيرة ... فإن الحيرة تمتلكه من ألفه على يائه. أي من اختلف مع 'الختيار' أو من اتفق معه من الوطنيين الثوريين, (وكل الإختلافات ورادة, وكل الإتفاقات ورادة), يجبر عند المراجعة الذاتية - ولو بينه وبين نفسه - على الإعتراف أنه, مع توجهات ' الختيار' في مشروعية وأحقية المشروع الوطني الفلسطيني المعاصر واهدافه التي إنطلق من اجلها في 1/1/1965م, والتي لم تنجز بعد. وأن كل ما يدور في كواليس السياسة الفلسطينية وعلى السطح هنا وهناك ... ما هي إلا عوامل مساعدة مرحلية في التفاعل القائم بإحراز إنتصارات صغيرة أو ثانوية تتجمع في محصلة تطور الأداء في حرب الإسترداد القائمة والصراع الدائر رحاه لإنتزاع النصر الكبير بإحقاق الحقوق التاريخية الثابتة الغير قابلة للتصرف او التقادم .... لشعبنا وعلى ترابنا الوطني.
2- شمال بوصلة .. 'عرفات – فتح'.
هذا هو شمال بوصلة الحركة الوطنية الفلسطينية, التي أعادت حركة فتح تفجير تفاعلها... والتي مثلها 'الختيار' خير تمثيل ممكن, وإن اجبرنا على قبول ـــ أو تقبل المرحلية ــ وهذه المسالة لها حساباتها ــ بهدف خلق إضافات تراكمية لصالح إحقاق حقوقنا التاريخية..., هذه فلسفة 'الختيار' الفتحوية الوطنية سياسياً , مع الجزم أن هذا لا يمكن أن يوضع موضع التنفيذ العملي إلا بتطبيق معادلة' الكل الوطني', والفاعل والمتفاعل معاً على ارض الصراع ..., ومن هنا لقد رفض 'الختيار' أدنى خرق أو إختراق لمبدأ الوحدة الوطنية وأعتبرها قاعدة ومظلة وبوابة النصر الرئيسية للتحرير والعودة.
3- 'عرفات' .. الديناميكية والبندقية.
'ياسر عرفات' الذي اعطى عمره للقضية منذ عام 1947 تعرفه على قائد جيش الجهاد المقدس ' عبد القادر الحسيني' في القاهرة عام 1947 في القاهرة, الذي كان قد وصل لأرض مصر قبل عام , قادماً من منفاه الإختياري ' المملكة العربية السعودية' من أجل للالتحاق بقائده ' الحاج محمد أمين الحسيني',.
منذ ذلك التاريخ .. لم يهجع 'عرفات' الثائر بطريقة أو بأخرى ولا بد من القول أن 'عرفات' منذ ذلك التاريخ... قد عرف أهمية ودلالة وماهية ودور البندقية, ورفض فكرة' البندقية العمياء' ... وجدها قاطع طرق..., وتبنى ــ مبكراًــ فكرة ' البندقية المسيسة ' ,.
وعرف وتأكد أن الإنجاز المستقبلي.. مهما حسمت الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية أو ساءت... ينبع ويلد من رحم هذه' البندقية المسيسة' كان يعي منذ شبابه حجم الأعداء 'كما وكيفياُ' وبالتالي حجم المؤامرات وتواصلها في حلقات سلسلة لا تنتهي, ومن هنا تولدت لديه القناعات بأن المسيرة النضالية الثورية ..., صعبة وقاسية..., وأن مخاضها طويلاً .., وأن حملها عسيراً .. إلا أن ميلادها عظيماً /وكان من خيار وأفضل من حسموا ــ أن النصر يلد من رحم ' البندقية المسيسة'.
الإثنين فبراير 02, 2009 3:36 pm
