رانتيا صباح للPNN: الفلافل والحمص أصبحا إسرائيليين ونحن نخشى أن تصبح الكوفية أيضاً كذلك
هبة لاما/PNN- المتجول في شوارع الضفة الغربية يرى الشباب متلحفين بكوفيات فلسطينية بألوان مختلفة، فذاك يلبس الأخضر والأزرق وتلك تلبس البني والزهري والأحمر والبقية تأتي والألوان لا تنتهي. والمثير للجدل أن القليل منهم فقط يلبسون الكوفية الأصلية بلونها الأبيض والأسود والتي تعبر عن الهوية الفلسطينية بينما غزت الألوان الأخرى رقاب الغالبية وباتت جزءاً من ملابسهم اليومية.
محاولة لطمس الهوية الفلسطينية
"نحن نرفض تلك الكوفيات الملونة التي لا تعبر عن فلسطينيتنا وهويتنا فهي غريبة عنا والهدف منها هو طمس تلك الهوية وتحويل الكوفية من رمز للوطنية إلى صيحة من صيحات الموضة" هكذا حدثتنا ساندرا العباسي في حديث خاص للPNN وهي طالبة من مدرسة المستقبل في رام الله، رافضة أن تحل تلك الكوفية بألوانها المختلفة محل الكوفية الأصلية مؤكدة على ضرورة المحافظة على الهوية والذات الفلسطينية وايقاف كافة المحاولات لطمسها.
وتشير ساندرا إلى أنها وزميلاتها يحاولن مقاومة هذا التيار من الكوفيات الملونة عن طريق تصوير شريط فيديو عن هذه الكوفيات وآثارها ومخاطرها وعرضه في المدرسة أمام زميلاتهن في محاولة لتبيان مدى خطورة تلك الكوفيات على الهوية والكوفية الفلسطينية الأصلية مما دفع بالمدرسة إلى منع ارتداء الكوفيات الملونة داخل حرمها.
الكوفية هي جزء من التراث ولا بد من المحافظة عليها
هذا وتؤكد زميلتها رانتيا صباح أن المشكلة ليست بالكوفية وإنما بما ترمز له: "تحاول إسرائيل أخذ تراثنا وسرقته ونسبه لها... الفلافل والحمص أصبحا إسرائيليين ونحن نخشى أن تصبح الكوفية أيضاً كذلك... لهذا نحن نحارب هذا التيار لأننا متخوفون من ضياع تراثنا بالكامل ... الكوفية هي جزء من هذا التراث ولا بد من المحافظة عليه وحمايته من خطر التهويد والسرقة".
رانتيا تشير إلى أن الكوفيات الملونة تنتشر في الضفة الغربية وبالأخص مدينة رام الله منذ سنتين: "الجميع يلبس هذه الكوفيات ولا يسأل من أين تأتي وما هي أهدافها وأضرارها ... الكل يهتم بالموضة ليس أكثر حتى نسوا الكوفية الأصلية التي لبسها رجال الثورة ولبسها أبو عمار وكانت ولا تزال تمثل هويتنا وتاريخنا الفلسطيني وهي رمز لنا أينما ذهبنا".
يد إسرائيلية خفية تشارك في الموضوع
مها السقا مديرة مركز التراث الفلسطيني في بيت لحم تؤكد للPNN مدى خطورة هذه الظاهرة: "إن الهدف من هذه الكوفيات هو تشويه وتمويه رمزية الحطة الفلسطينية وتحويلها إلى موضة تندثر في عام أو عامين" مشيرة إلى أهمية هذه الكوفية التي تعد رمزاً لعروبتنا وفلسطينيتنا وهي رمز لثوار عام 1936.
هذا وقامت السقا برفع كتاب رسمي لشرطة السياحة في بيت لحم ووزارة السياحة مطالبة بمنع بيع هذه الحطات في المدينة شارحة خطورة ذلك على الهوية الفلسطينية والكيان الفلسطيني مؤكدة أن يداً إسرائيلية خفية تشارك في هذا الموضوع من أجل تحويل الكوفية الفلسطيني إلى مجرد موضة تندثر، وتجريد الفلسطينيين من هويتهم وجميع رموزهم داعية الجميع لمحاربة هذه الظاهرة.