ويقدم الكتاب الصادر عن مؤسسة حوش الفن الفلسطيني و بدعم من القنصلية الاسبانية فى القدس ومؤسسة الثقافات الثلاث فى حوض المتوسط الاسبانية والذى يقع فى 400 صفحة من الحجم المتوسط باللغات العربية والانجليزية والاسبانية سردا لاسماء 150 فنانة وصورا ملونة لاعمال متميزة ومتعددة لاحدى واربعين منهن اضافة الى تحليل لهذه الاعمال ويستعرض الكتاب بالتحليل ثلاثة ابعاد فى اعمال الفنانات الفلسطينيات فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وداخل اسرائيل وحتى أولئك اللواتى يعشن فى المهجر فى مجال الارض والجسد والرواية وعلاقة كل من هذه الابعاد بالحياة السياسية التى شهدتها الاراضى الفلسطينية منذ القرن الماضي.
ويشير الكتاب الى ارتباط الفنانة الفلسطينية بالارض "الارض مصدر الهام للعديد من الفنانات الفلسطينيات منذ اكثر من مئة عام وقد خلدت المشاهد الطبيعية الفلسطينية الغنية فى لوحات زيتية لعدد من الفنانات مثل نهيل بشارة وصوفى حلبى وفاتن طوباسى وعفاف عرفات".
ويرى الكتاب "تغيرا صامتا ان لم يكن بشكل واع ومستفز من عدد من المؤثرات باتجاه العمل الفنى الذى يظهر الجسد وخاصة جسد الفنانة نفسها فى عدد من الاعمال". ويوضح الكتاب ان معظم الفنانات الفلسطينيات اللواتى اتبعن هذا الاسلوب كن يعشن فى اوروبا وامريكا "حيث وجدن المجتمع الذى يتقبل اظهار جسد المرأة من خلال الفن". ويقدم الكتاب استعراضا كاملا لهذه المرحلة التى شهدت استخدام الجسد فى الفن.
وتروى الفنانات الفلسطينيات من خلال اعمالهن الفنية حكاية المكان والاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ويقول الكتاب "قام عدد من الفنانات بانتاج مشاريع مرئية واضحة فى محاولة لاعطاء وجهة نظر شخصية للمكان بكافة تعقيداته فسرد القصة بنبرة غير مجسدة اصبح عاملا يكشف وقائع اجتماعية وسياسية وصورا لداخل البيت وصورا شخصية وتفاصيل المكان تخلق شبكة معلومات متكاملة".
وفوق ذلك فان فنانة فلسطينية هى من مثلت فلسطين ملقية بذلك الضوء على دور المرأة "الفلسطينية" وموقعها المتقدم فى المجتمع". ويستعرض الكتاب نماذج لفنانات فلسطينيات حظين بمكانة عالمية ومنهن منى حاطوم وإملى جاسر وروزليندا نشاشيبي وليلى شوا وجوليان سيرافيم "على سبيل المثال لا للحصر". وقالت فضة "لقد حرصنا فى هذا الكتاب على ان يضم اجيالا مختلفة من الفنانات وان لا يقتصر على الفنانات المشهورات فى وقت لا نستطيع فيه ذكر جميع الفنانات".