وكلنا يدرك بان لكل بداية نهاية, ولكن: كثيرا ما تكون في البدايات النهاية, وخاصة عندما تكون العلاقة الزوجية 1+1=2.. علاقة المنطق المجردة, والشعور والإحساس( خارج قوس)! هنا ترتدي الحياة, أحكاما صورية, كما في المنطق والرياضيات.
وبهذه الحالات يتولد لدى الأزواج إحساس جاف, خال من اللين, والحب, والإنسانية! ويتصاعد لديهم الشعور بالأنانية, وتصبح خزانة الحب فارغة! ويبقى الوتر يعزف نفس النغمة,لأن السلّم الموسيقي معطل! فيصبح كل على حدة, ينام على أذرع الليل قلقاً خائفاً على نفسه من الأخر!
ويتجسد الشعور بالأنانية, ويكبر.. كأنهم يتبعون في خطاهم نظرية جيرمي بنتام، الفيلسوف الإنكليزي: "المنفعة الخاصة": أنا.. ومن بعدي الطوفان! وكثيرا ما تتبلور لديهم جمالية الأشياء في "المصلحة الخاصة"! فلا يبصرون إلا ما يريدون إبصاره! –ويقع الأولاد ضحية الأنانية –!
يبدؤون بتصفح مشاعرهم صفحة صفحة. والبحث عن الفرح الهش خارج حياتهم الزوجية, للتنصل من الوجع في ما نسميه "البحث عن السعادة"! في بطن الحب المعلب, والتمتع المهترئ المهزوم. وتكثر في حياتهم المنعطفات, التي تكلف المرء أحياناً مصيره, وهم باعتقادهم أنهم يختزلون الألم الذي يقوض راحتهم.
يذوبوا في ملذات الحياة, مقتحمين معركة السباق, وما ملكوا من جرأة جائعة إلى الصيد! ليفوزوا بصيد شرد عن قطيعه, جارين عربة السنين الباردة وراءهم, غير آبهين للقول, وغير آبهين لتشظي أحاسيس الشريك.
فتتباعد النفوس مع الظروف الحياتية اليومية, ويصبح لديهم القوة في إتباع الاتجاه المعاكس.
ربما يغمرهم بين الفينة والأخرى, وخز في العمق يتلظى في صدورهم.
وكثير منهم يصابون بتوسع في الحدقة فلا يبصرون ما يفعلون!
ليست العلاقة الزوجية دائما هي التي تقع تحت رحمة التجرد من الإحساس والعاطفة والإنسانية! وتخلق الانحراف.. فكثيرا ما يخلق هذا النوع من المعاناة "الإبداع"..
وهنا، يرغم الإبداع، أنامل الحزن والألم على تحرير النفس من المعاناة, فيما يتماشى مع الكرامة الإنسانية.
--------------------------------------------------------------------------------
هيا جريرة- (من أجل أن نكون سعداء)